رسالة إلى بوق السلطان
بقلم : سمير داود حنوش
من واقع المهازل وأحداث العراق المضحكات المبكيات دائماً ما أستذكر حكاية الأديب نجيب محفوظ عندما مرتْ من جانبه إحدى الراقصات فقالت له ساخرة:”شوف الأدب وصّلك فين، وشوف قلّة الأدب وصلتني لفين…” نعم أيها الجهبذ حين أستجمع خيوط تلك الحكاية وكأنني أعيشها اليوم في بلد تربع على عرشه قليلوا الأدب واللصوص والجهلة وتجار الدم في حين اختفى عن المشهد أصحاب العقل الراجح والكفاءات والمثقفين وراحوا ينكمشون في عالم الفشل والانحطاط والجهل الذي يريده الأسياد ليبقوا متسلطين على رقاب الرعية.
ومن سخريات القدر ومن مهازل هذا الزمن أن يقود الثقافة في العراق من كان جاهلاً حتى بصناعة الخبر أو تعريف الإعلام، لكنه ذلك الواقع البائس الذي نعيشه ليس إلا.
وهنأ أوجه دعوة إلى من يستوزر حقيبة الثقافة في هذا البلد المنكوب بأن يقوم بكتابة أي اسم يخطر بباله من كتاب ومثقفين في أي محرك بحث من خلال الانترنت وسيرى أن الكثير من أسماء كتاب ومثقفين قد تخطتْ أسمائهم حدود العراق، أما أنت أيها الفلتة فأتحدى أن يعرفك قارئ واحد من خارج الحدود. وأسألك بربك ألم تخجل وأنت تردد عبارتك المقرفة عن أعداد المثقفين في العراق، ألم تستحي أنت وحكومتك حين تهينون المثقف العراقي وتمنون عليه بمنحة المليون دينار والتي لا تساوي مصرف جيب لأحد أبنائك في يوم واحد.
كم كان مُعيباً ما تفوهتْ به..لكن ماذا نقول إذا كان رب الحكومة بالدّف ناقراً، فشيمة حكومته الرقص على الدف، والله أن شيمتكم الرقص على دفوف رئيسكم ليس أكثر، وعتبي كل العتب على رؤوساء النقابات والاتحادات والأندية الثقافية والفنية الذين ابتلع القط لسانهم ولم يردوا على هذا الاتهام الشنيع بحقهم والتشكيك بأعداد أعضائهم ونزاهتهم، لكن مهلاً أيها المثقفون الحقيقيون ألم أقل لكم إنه زمن الإنحطاط والفشل وتسلط الرعاع علينا.