حروبهم الموجهة ضدنا بلا قتال
بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
الا ترون كيف دمرت القوى الظلامية كل ما له قيمة لدينا، لدرجة اننا نقترب الآن من فقدان مقومات وجودنا، بينما نضع ثقتنا باعدائنا، الذين بدأوا حروبهم ضدنا بمرحلة إسقاط الأخلاق، وتدمير منظومات القيّم، واشاعة القيّم البديلة المبتذلة، تمهيدا لطمس هوية المجتمع بالكامل، ثم جاءت مرحلة التقليل من قدسية الدين والسخرية من رموزه، وجاءت بعدها مرحلة تدمير التعليم، وظهور أفواج مكافحة الدوام التعليمي، ثم جاءت مرحلة تسويق الاغبياء والتافهين، وتنصيبهم في المواقع التنفيذية العليا، وتسليطهم على الخبراء وأصحاب المهارات والمواهب والكفاءات، وذلك بالتزامن مع مرحلة الاستغناء عن الجيل الوطني الواعي عن طريق تطبيق قانون التقاعد القسري، وبالتزامن ايضا مع تفشي المخدرات، وتفجر النزاعات العشائرية لأسباب تافهة، وافتعال المواجهات المسلحة بين المتناحرين لأسباب أكثر تفاهة، وستنتهي المرحلة الاخيرة بتدمير العلاقات العائلية، وتفتيت الروابط الأسرية، وخلق مواقع فيسبوكية هدفها مصادرة المشاعر الوطنية، وتشويه صورة المفكرين والمثقفين والعقلاء، آخذين بعين الاعتبار دور الفضائيات في زعزعة الاستقرار، وإيقاظ الفتنة، وبث سموم الخلافات العرقية والطائفية والمناطقية. وبالتالي فاننا أصبحنا على مسافة قريبة جداً من الانفلات وتفاقم الازمات السياسية. .
ونرى ان الحل الوحيد في التصدي لهذه الحرب الخبيثة المعلنة ضدنا يكمن في مواجهة المرحلة الاولى المتمثلة باسقاط اخلاق المجتمع. فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا، وصلاح أمرك للأخلاق مرجعه، فقوم النفس بالأخلاق تستقم، وإذا أصيب القوم في أخلاقهم، فأقم عليهم مأتما وعويلا. .