همبرغر بالحشرات الاستوائية
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ربما فشلت المنظمات الظلامية التي تكفلت بتصنيع فيروسات كورونا في قتل الناس وتخفيض التعداد العالمي للسكان، فوجدت ضالتها بالجراد والخنافس والصراصير والعناكب، وأتاحت الاستعانة بها في العديد من الأطعمة، وترخيص تناولها كغذاء، ويتعين على الشركات المصنعة تحديد أنواع الحشرات وكمياتها، ومن ثم اضافتها إلى الحلويات والمشروبات والفطائر والأطعمة الجاهزة. وبات من المرجح مشاهدة الاعلانات الملونة لمأكولات بطعم الحشرات، أو بنكهة الديدان، أو بمذاق الصراصير المنزلية، أو الصراصير الصحراوية، وربما يسألك الجرسون في الكافيتريا: هل تريد الهمبرغر بالجراد المحلي أم بالجراد المستورد ؟، فالسعر مختلف طبعا. وهل ترغب بتناول السلطة بأجنحة الفراشات الكندية، أم بسيقان الديدان البرازيلية. فلكل حشرة قيمتها ومذاقها ولونها ورمزها في اللوائح الأوروبية، ويتعين علينا التعايش مع المأكولات والمشروبات الجديدة، التي فرضها علينا الإتحاد الأوروبي. .
وبات من المتوقع ان يؤسس الإتحاد جمعية للرفق بالحشرات، وإصدار ضوابط دولية تحظر مكافحتها بالمبيدات، وسيظهر علينا بعض المتحذلقين عبر شاشات الفضائيات ليبينوا لنا فوائد بسكويت العقارب، ومنافع تناول أقراص حشرة الدوباس بالنعناع. وربما يكون لاعبي كرة القدم مرغمين على حمل شارة الدبابير في المباريات الدولية التي تقام بدعم من الفيفا، وسيتساوى الانسان مع آكلات الحشرات insectivores التي معظمها من صنف الثدييات كالقنافذ والقوارض. .
وعلى الرغم من أن هذه الأطعمة غريبة على مكونات المطبخ العربي، إلا أن الكثير من الشعوب في العالم يستهلكون الحشرات، ولذلك يوجد اعتقاد بأنها ستصبح في السنوات القريبة بمثابة الخبز اليومي لسكان أوروبا الغربية، سيما ان بعض بلدان النيتو سمحت منذ أعوام بتسويق ثلاثة أنواع من الحشرات، وهي الصراصير والجراد وعث الدقيق للاستهلاك البشري. غير أنّه لا يزال، على ما يبدو ، بالنسبة لروسيا واخواتها من الاحتمالات المستبعدة. .
وللحديث بقية. .