[ ثراء المعلول من ثراء العلة ]
بقلم: حسن المياح – البصرة ..
لكل الذين يتحدثون عن التغيير نحو الأفضل والأحسن والأكمل والأتم والأقوم ، وعن الإصلاح والتحضر والتقدم ….. أقول ، أن الذي تتحدثون عنه لا يكون ، لأن التغيير والإصلاح هو ثراء وغنى وتحول وتطور نحو الأعلى والأرقى والأجمل ، ولا يأتي هذا الثراء والغنى والرقي إلا من سبب ثري غني ، وفاعل قادر غني ، وفق القاعدة الفلسفية التي تقرر وتؤكد وتوجه أن《 ثراء المعلول من ثراء العلة 》 …….
والآية القرانية الكريمة الشريفة الواعية الهادية المهذبة الموجهة ، التي إذا إستنطقناها ، تشير وتعين وتؤكد لنا ذلك ، هي 《 والذي خبث لا يخرج إلا نكدا 》 ….
هذا هو منطق القرآن في التغيير والإصلاح …. ؟؟؟ !!!
والخلاصة المستخلصة ، المستوحاة قرآنيآ ، المكثفة ، المستعجلة ، هي : أن التغيير نحو الأحسن والأصلح والأكمل والأقوم يكون من خلال المسؤول السياسي الحاكم الصالح النزيه العادل ، ومثله مثل الكلمة الطيبة . والكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة أصلها ثابت ، وفرعها في السماء ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها …. دلالة على إستمرارية ودوام العطاء الغني المتدفق ، والثراء المتكاثر المثمر المتواصل ، إنتاجآ ، وإغداقآ ، وتقديمآ …… !!!
وأن الفساد والإنحراف ، والإساءة والإنحدار والهبوط في الرذائل والموبقات ، وممارسة المحتوى الهابط من القول والسلوك والفعل ، وتعاطي الرشى والكومشنات والكحول والمخدرات ، والسفول الأخلاقي المنمرف الفاسد في ممارسة الحكم والحاكمية الدكتاتورية المستبدة والطغيان المتوحش المتبلطج القاتل ، وكل ترد وإنحلال وإستخفاف وخيانة وعمالة وإستحمار وإستمطاء وإستعباد ، وما الى ذلك ، وما الى غيره من مترديات ومنطوحات وما أكل الحاكم الصعلوك الجاهلي المغير الناهب المجرم …… أقول هذه كلها مستنقعات وبيئة ، خبيثة ، مجرمة ، فاسدة ….. ومن يمارسها ويتعاطاها وينسجم معها ويولغها ويمعن فيها غرسآ ونماءآ فاسدآ وثراءآ فاحشآ …. فهو السياسي الصعلوك المسؤول المجرم الحاكم الأثيم الذي لا يخرج منه ، ولا يعطي ولا ينتج ولا يقدم ، إلا الفساد والإجرام ، والضلال والمتاهات ، والفصام النكد السافل ….. وعلى أساس هذا ، هو مثال حقيقة كلمة خبيثة كشجرة خبيثة إجتثت من فوق الأرض { من فوق كرسي الحكم } ما لها من قرار { من إستمرار قعود حاكم فاسد خبيث لص صعلوك ظالم } ….
وأخيرآ نركز القول —- تنبيهآ وتوعية —- على المقولة الفلسفية المدوية ، وما تحتويه من مضمون كنز معرفي حكيم ، التي تؤكد أن《 فاقد الشيء لا يعطيه 》….. ؟؟؟