الهياكل الثلاثة:الدين والشريعة والمذهب والفقه(160-500)
بقلم : محسن عصفور الشمري ..
وقع اتباع الانبياء موسى وعيسى ومحمد وغيرهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين في عدم التفكيك ما بين اربعة أمور:
١-دين الإسلام(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (ال عمران:19)
فالإسلام يدور ما بين ثلاثة أصول(التوحيد والعدل والمعاد) والكل على دين الإسلام من النبي ادم(ص) حتى قيام الساعة.
٢-الشرائع(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (المائدة:48)
فالشرائع تتغير وتختلف بين الأماكن والأزمنة فمثلا كانت عقوبة العاق لوالديه القتل في شريعة النبي موسى(ص)وعندما نزلت شريعة النبي عيسى(ص)تغيرت إلى اللوم والعتاب والمحاسبة وغيرها وكذلك الجمع بين الأختين في الزواج وهكذا.
٣-المذاهب فان كل شريعة فيها عدة مذاهب ويتم بناء المذاهب على أصول تاتي في المرحلة الثانية من الأصول الثلاثة انفة الذكر(التوحيد والعدالة والمعاد).
٤-الفقهاء ففي كل مذهب عدة اراء فقهية،والاراء الفقهية تختلف باختلاف مباني الفقيه نفسه فأحدهم يعتمد رواية من الروايات ويرجحها على الأخرى ويترتب على هذا الأمر ان يتغير مسار حكم او ينتفي الحكم برمته وهذا ما عاشته الشريعة الموسوية والشريعة العيسوية والشريعة المحمدية طوال القرون الطويلة الماضية وتبقى على هذا الحال حتى قيام الساعة.
هذا التفكيك لم يتم فرزه وتحديد ملامحه بشكلها النهائي.
التعددية والتنوع والتعايش السلمي جزء لا يتجزء من التجمعات البشرية وهذا ما اكدته الاية48 من سورة المائدة(انفت الذكر)
وفي النهاية فان ما ينطبق على النبي ابراهيم(ص) في هذه الاية:مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (ال عمران:67)
ينطبق على غيره من الانبياء من بعده بأن الاسلام دين الله والشرائع تتغير وتختلف وكذلك الاية المباركة:وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ۚ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ (الحج:78)
كلنا مسلمين(موسوسين وعيسويين ومحمديين) لكننا نطبق عدة شرائع ومذاهب متنوعة ونتبع اراء فقهية متباينة ومتفاوته.