عقول تفكر وعجول تتقهقر
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
![](https://habzboz-news.com/media/2025/02/1000705317.jpg)
في الوقت الذي ينشغل فيه فلاسفة التسفيه والتخلف بخوض غمار الجدل العقيم في البحث عن اصل الملابس الداخلية (اللباس)، هل هي دخيلة على العرب والمسلمين ؟، ام وصلت اليهم عن طريق السفن القادمة من بلاد السند والهند والواق واق ؟. .
وفي الوقت الذي ينشغل الفرهوديون في البحث عن ثغرات التعاقدات المليارية المبهمة لابرام صفقاتهم المشبوهة. .
في هذا الوقت بالذات تتحرك الشعوب من حولنا باقصى سرعتها لتحث الخطى نحو إحراز قصب السبق في مضمار الإبداع والتفوق، فعقدوا العزم على الانتقال من تطبيق ChatGPT إلى (Deepseek-R1) تمهيدا للانتقال إلى جيل آخر قبل حلول عام 2027. أما جيل الصدمة فسيكون في متناول اليد مع حلول عام 2035، وقد شرعوا منذ الآن بتهيئة أنماط متطورة جدا من الأقمار الاصطناعية. .
وعلى مسافة ليست ببعيدة عن العراق اصبحت مدينة ( دبي ) قلعة شامخة من قلاع الإبداع والتحضر المواكب لأحدث القفزات العلمية، حتى بات من الصعب اللحاق بها واقتفاء اثرها. .
قبل بضعة أيام خرج ترامب مذعورا منفعلا ليحذر الشعب الأمريكي من خطورة قيام شركة صينية بإطلاق تطبيق (ديب سيك)، قال لهم ينبغي ان تكون الخطوة الصينية بمثابة جرس الإنذار لصناعاتنا. وقال أيضاً: (نحن بحاجة إلى التحفيز للفوز في هذه المنافسة، لدينا افضل علماء العالم، وقد اعترف الصينيون انفسهم بذلك). .
لقد فجرت الصين مفاجأة جديدة، وأذهلت العالم من بوابة الذكاء الاصطناعي، وجاءت ببديل جديد لبرنامج ChatGPT، فأثارت قلق واشنطن، وهددت بانهاء هيمنة الشركات الأمريكية. . جاءت الصين بنماذج تطبيقية تنافسهم في القدرات والتكلفة، فقد كانت كلفة النموذج الصيني خمسة ملايين دولار فقط. بينما كانت كلفة النموذج الأمريكي 100 مليون دولار. فاثبت الصينيون ان التكنولوجيا ليست كل شيء، وان الكفاءة وحدها قادرة على صنع المعجزات. .
المشلكة ان هذه المبادئ لا وجود لها في العراق الذي ظل فلاسفته يتباحثون حتى اليوم فيما إذا كانت حقولنا النفطية معلومة المالك أم مجهولة المالك ؟، وهل هي من ممتلكات الشعب العراقي أم متاحة ومستباحة لمن هب ودب ؟. .
هناك بيت شعر باللهجة العراقية. يقول:
(أنا راضي بقسمة الباري ولكن أرى غيري وتشب نيران بيّه)