بقلم: سعد الاوسي..
منذ ان تسنمت حكومة الاطار التنسيقي (حكومة السيد السوداني) مقاليد ادارة البلاد حتى الان،والجميع يحاصرونني باسئلة واستفسارات كثيرة محورهما امران،
الاول منهما يتأرجح بين الاستفهام الحقيقي المتعطش الى جواب حاسم، وبين الاستفهام العارف المتأكد الذي يريد ان يعرّفني بانه عارف، وفحواه:
هل ان السيد المالكي هو الحاكم الفعلي للبلاد وهو الذي يدير الامور ويوجه رئيس الوزراء محمد السوداني ؟
واقول بكامل الثقة :
ان الذي اختارني كي يسأل ويتأكد عن هذا الامر قد أصاب وأحسن الاختيار كوني الشخص الاكثر قربا وفهما وتناغماً مع دولة الرئيس المالكي، وتجمعني به محبة وإخاء و ولاء وكثيرا ما حاورته في مناطق حمراء شائكة ربما لا يجرؤ سواي على دخولها، لكن هذا الرجل الفارس النبيل الباذخ باخلاقه وتواضعه الراسخ بحكمته ورجاحة عقله، كان يستمع اليّ جيدا بهدوء وصبر وأناة، ولا يبدي برماً او مللاً او كلالة من سماعي وانا اروي له شؤون البلد وأوضاعه السياسية التي تدور في الكواليس والخبايا وربما لايصله صوتها وصداها، وكذلك انقل له مشاكل الناس واحوالهم و معاناتهم وحاجاتهم، وهو يستمع ويلبّي ويتدخل ويصوّب على قدر استطاعته وقناعته بمشروعية و اهمية تلك القضايا.
لذلك استطيع ان اجيب السائلين المستفهمين، الصلحاء منهم والخبثاء، والاصدقاء منهم والاعداء :
ان الاخ المالكي رغم دوره الرئيس في حلّ أزمة البلد السياسية ونزع فتيل الكارثة التي كادت ان تنفجر بنا جميعاً، باختياره واصراره على استحقاق الاطار التنسيقي في تشكيل الوزارة وتولي السيد السوداني تحديداً منصب رئيس الوزراء، ومباركته ورعايته لهذه الحكومة، الا انه لا علاقة له من قريب او بعيد باي قرار صدر عنها بعد ذلك، لانه لايرضى ابدا ان يصادر دور السيد السوداني في ادارته للامور كما يربأ بنفسه عن ممارسة دور الدولة العميقة لانه يمقت ذلك ويعدّه وصاية متجبّرة ظالمة لاتليق بشرف المسؤولية و نبل الرجال الفرسان، وهو اكبر واشجع واقوى من ان يمارس دوره السياسي في الخفاء او من وراء الاقنعة. وقد قال ذلك صراحةً في مقابلته على قناة الشرقية حين اكّد ( ان السوداني لديه الصلاحية الاولى في ادارة الدولة)، وهو قول قاطع حاسم لا لبس فيه ولا يحتمل التفسير والتأويل. وهذا يعني بقدر دعمه وتأييده لصلاحيات السيد رئيس الوزراء الا انه في نفس الوقت يقول انا غير مسؤول بشكل مباشر عن اي اخفاق لاسمح الله ان حدث ذلك.
وانا اقول الان بذات الصراحة والوضوح المؤكد، نقلا مباشرا عنه واستقراءً يقينيا لكل ما ارى والمس واسمع في الواقع العراقي السياسي: ان الاخ المالكي كان عراب وصول هذه الحكومة وتشكيلها حقّاً ولكنه لم يضع يدا ولم يفرض رأياً او يبدي حتى رغبةً في صدور اي من قراراتها او يتدخل في شكل وشأن ادارتها للامور، لكنه كسواه من زعماء الاطار يشير ويؤشر وينصح في الاطار الوطني العام من اجل مصلحة الوطن والمواطن، وهو دوره الواجب ومسؤوليته السياسية التي لن يتخلى عن ادائها ما وسعه العمر والقدرة، ومصداق ذلك هو انتقاداته واعتراضاته على بعض خطوات وقرارات الحكومة، وفي ذلك اوثق دليل وابلغ رد على من يتقوّل ويكذب ويغمز ويلمز في هذا الصدد، اذ كيف يكون هو الذي يأمر بقرار او يحرّك مسار ما ثم يعود وينتقده ويعترض عليه في العام والخاص، على مرأى ومسمع من الشعب العراقي والاوساط السياسية على حدّ سواء؟؟؟.
الامر الآخر الذي تلاحقني الاسئلة عنه دائما هو : لماذا لم استلم منصباً حكوميا حتى الان رغم انني من اول المؤمنين والمؤيدين والعاملين في الاطار التنسيقي، والساعين الى تحقيق نصره السياسي الكبير بكل ما امتلكت من قدرات ووسائل واستشارات وحضور ؟
واجيبهم الان جميعا، اصدقاء واعداء، حاسدين وحاقدين ومحبين :
انني لا اطمح ولا اطمع ابدا باي منصب او مسؤولية عمل حكومي مهما علت رتبته، لانني اجد نفسي دائما في دوري الاعلامي وسلطتي الشعبية اكبر بكثير من المناصب والمراتب والمسؤوليات التي يطمح ويطمع بها الاخرون، وان حضوري الذي اراه في محبة الناس واحتفائهم بي وبقلمي وبوسائل الاعلام التي اديرها وتمثيلي لهمومهم وقضاياهم ودفاعي عن حقوقهم وكشفي لفضائح لصوص السياسة واوغادها من خونة الشعب والوطن، اهم عندي بالف الف الف مرة من منصب حكومي زائل مثقلٍ بالشكوك والريبات والاتهامات واللعنات، خاصة بعد ان اصبحت سمعة اغلب المسؤولين ملوّثة مطعونة حتى وان كان بعضهم ابرياء أمينين. ناهيكم عن انني اكره السرقة واعدّها جبناً وسفالة ضمير وخيانة امانة، لذلك فانا لا امتلك اهم خصلة يجب ان يتحلى بها المسؤولون الاداريون وهي القدرة على سرقة المال العام بضمير ميت.
عمي ليش ماتعوفوني بحالي مرتاح ومتونس وسعيد وگاعد للمسؤولين ركبة ونص
يعني سائل مو مسؤول
مُحاسِب مو مُحاسَب
يامواقع يا مناصب
رئيس جمهورية نفسي احسن من رئيس جمهورية العراق
لان منصبي حقيقي ومنصبه اعتباري….واني رئيس دائم وهو رئيس اربع سنوات فقط (( هاي اذا بقه اربع سنوات ))…..!!
وهاي وين…..وذيچ وين……؟؟!!