لغة السياسة ام لغة السلاح
بقلم : حيدر الموسوي ..
استمر بحث المعارضين لنظام صدام لعقدين ونصف من الزمن في محاولة ايجاد من يمكنهم من الخلاص منه، اغلبية تلك القوى لم تمتلك لوبيات من العلاقات او حتى امكانات مادية على الاقل لفتح منبر إعلامي في بداية الأمر بل وصل الأمر إلى البحث عن اي صحافي ولو بسيط لنشر افكار المعارضة في وقتها بحسب جلسة خاصة مع الدكتور موفق الربيعي، كان الراحل الجلبي هو الانشط في الحراك لجمع لوبي من العلاقات ويعتقد ان امريكا قد تكون هي مفتاح الحل في ذلك والبنتاغون كان ياخذ كثيرا بوجهة نظره فيما كان اياد علاوي يتحرك عبر الخارجية الأمريكية عن جمع مؤيدين لغرض تنفيذ مشروع المعارضة باسقاط النظام، الاحزاب الإسلامية مع الحزب الشيوعي كانت قد رفضت دخول الأمريكان كمحتل في بداية الأمر ولكن اصبحت امام واقع لا مفر منه، استمرت لغة التعاطي للدبلوماسية مع الجانب الأمريكي حتى بعد سقوط النظام لحين نشوء جبهة مقاومة تطالب برحيلهم وبدا الانقسام واضحا بين الفرق السياسية بما فيهم الشيعة حول البقاء او الخروج حتى تمكنت حكومة المالكي من إبرام اتفاقية الاطار الاستراتيجي ٢٠٠٨ وبعدها تم إخراج آخر جندي عام ٢٠١١ ولكن بعد اجتياح دا ع ٢٠١٤ تم الطلب من مجلس الامن بتشكيل تحالف دولي ترأسته أمريكا والعودة لمساعدة الحكومة العراقية في الحرب إلى ان تطورت الامور وجرت جريمة المطار التي اضطر الشارع الشيعي التيار والإطار بالخروج بتظاهرات وعقد جلسة لاخراجهم في حكومة عبد المهدي ولعدم وجود اجماع والظروف المعقدة وتشكيل حكومة الكاظمي تم التريث في الأمر
حكومة السوداني اخذت على عاتقها فكرة الحوار والابقاء في الوقت ذاته على ديمومة العلاقات مع واشنطن لسبب بسيط ان استعداء أمريكا لن يصب في صالح العراق على الاقل في المرحلة الحالية واهمها اقتصادية ومالية ونفطية وغيرها … غير ان هناك رؤية مختلفة عند مجموعات المقاومة تعتقد بأن خروجها امر لا مناص منه حتى وإن اقتضت الضرورة المنازلة في الميدان لكن هذا الأمر خلا من اي غطاء مرجعي او سياسي او حتى شعبي ولا حتى اجماع وطني كون الجميع يدرك خطورة وحساسية الوضع العراقي بل حتى طهران تدرك جيدا ان الحالة العراقية خاصة ولا تتحمل المغامرات ولم تطلب من اي طرف مقاوم تربطها معها علاقات جيدة من الدخول بمواجهة مباشرة مع واشنطن في الداخل العراقي وانما ما جرى مؤخرا هو اجتهادات شخصية، حتى بيان ائتلاف ادارة الدولة استنكر اي عمليات تطال المستشارين او المدربين داخل القواعد وهذا يؤكد ان ثمة امتعاض واضح بما فيهم قادة الاطار من ذهاب البعض إلى الانفراد والخروج عن الإجماع الشيعي واللجوء لخيار السلاح والتصعيد الذي تعتقد تلك الأطراف انها مجازفة بالوضع الشيعي كمكون اجتماعي والذي على مايبدو ان حتى موقف النجف ليس مع اي دخول في صراع وتعريض البلاد إلى هزة عنيفة تقوض وجود حاكمية الشيعة كمعادلة تم تثبيتها من خلال اعطاء المزيد من التضحيات والمقابر الجماعية والسجون فضلا عن حقبة ما بعد التغيير التي ايضا كانت قاسية من خلال المفخخات والأحزمة الناسقة والجماعات المتطرفة التي كانت تستهدف العملية السياسية لسنوات طوال
بالمحصلة ترى اغلبية النخب انه لا توجد اي مصلحة الان في المواجهة المسلحة ويجب تمكين الجهد الحكومي في ترتيب الوضع العراقي الذي بحاجة إلى وقت طويل لحل ازمات متراكمة يكترث بها الصالح العام الشيعي اكثر من اهتمامه بفكرة المقاومة المسلحة ومحاولة فسح المجال والوقت للقنوات الدبلوماسية والحوارات من ايجاد صيغة مشتركة مع الوجود الاجنبي وتقنينه تمهيدا لخروج آخر جندي من العراق