المقالات

صناعة المحتوى .. بين الطموح وعصف الاجندات !

بقلم : حسين الذكر ..

من الألم ما يضحك حد البكاء .. هنا تتجسد تراجيديا الوجع المعمق المطروح بما يشبه السخرية .. ليست سخرية من جوهر الفن او المخرج الكوميدي اسودا او ابيضا بقدر ما هي قهقات على حال مخرجات بلغ منها ما يمكن تسميته بعهد صناعة المحتوى .
المحتوى .. : (هو المادة المصنوعة لأغراض التوظيف وكل توظيف لا يدخل ضمن اجندة المصلحة العامة لا يمكن ان يعتد به ).
السوشل ميديا .. هي منصات ومنافذ وفرتها التقنيات والظروف للهواة كي يتمكنوا من ترجمة فحواهم وتحرير امزجتهم وتسويق شهواتهم بشكل افضل – في اقل تقدير – .. والا فما نراه على صعد عامة ما هو الا تعبير حقيقي عن مشاحنات شباب سوق او دكاكين او كازينوهات ايام زمان .. او صور شبه معدلة عما كن يتداولنه العجائز ويلعب به الاطفال كجزء من اساطير حكايات ليلة وليلة او الأربعين حرامي .. في زمن اصبح فيه الإعلام سلاح ناعم في معركة الحياة المستمرة سيما بالنسبة للدول المتقدمة .
بعض الشباب المهرولين لعالم الاعلام او من خلال ما يسمونه بالسوشل ميديا واغلبه ليس له علاقة بالاعلام بمعناه المهني .. برغم تمكن بعضهم ولهفته وجديته وثقته بنفسه وادواته وهذا حسن وينبغي ان يوظف بشكل افضل ضمن تقنيات منظومة الاعلام .. الا ان الاعم الاغلب مما يطرح ويتناول على وجه السرعة يمثل طفرات لمتسلقين وحارقين لمراحل العمل والطامحين للشهرة تحت اي ثمن سيما في ظل مغرياته الاجنداتية تحت يافطات المنظمات والسفرات والندوات والمهرجانات … وما يتخلله من بساطة محتوى لا يمكن ان يرتقي لنوافذ الاعلام التي أصبحت تطيح بالحكومات وتقود الثورات وتصنع المعجزات ..
ما لفت انتباهي خلال ذلك الشبق الزخرفي الذي اصاب وانبهر فيه الكثير من شبابنا .. مع الثقة التي يتمتع بها بعضهم من كلا الجنسين فضلا عن ذلك الاندفاع نحو تثبيت الاسم والحضور ببصمة غدت تمثل لهم كل شيء ولو على اسنة خراب ما دونها وتهديم القيم الموروثة والمتعلمة والسائدة .
في الختام .. حسنة تحسب للشباب انهم يعملون طوعا ومجانا يزاحمون وينافسون على امل الحصاد .. او جنى الثمار لما زرعوه خلال مسيرة سابقة وان كانت راجلة او مهرولة .. علما ان اغلبهم بمقتبل العمر بما يعني ضمنا ان مسيرتهم ما زالت وردية كاحلامهم وتجاربهم بكر مما يتطلب منهم الصبر وخوض تجارب تحت اشراف الاكثر علما وخبرة منهم والتعلم والإفادة والعمل ثم العمل حتى يبلغوا ما يمكن له ان يثمر عطاء منتظر كحق مشروع بل يعد واحد من الأهداف المهمة للابداع المجتمعي ان لم يكن من اهمها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى