بقلم : رشيد الشمري ..
في برنامج (الطريق) الذي يقدمه ُالراحل الاعلامي عباس حمزة وهو يحاور ضيفهُ الدكتور التدريسي سلمان كيوش الحاصل على دكتوراه في علم النفس التربوي وشهاداتٍ أخرى ، حينها سأل مقدم البرنامج الضيف ،اذا وقفت على مرتفع ماذا ترى في مدينة الثورة (مدينة الصدر حالياً)❓فكان جوابهُ أراها الخراب العمراني بعينه ،ثم أكمل حديثهُ هذا الخراب العمراني المقصود خلق تشوهاً نفسياً كبيراً لأهل المدينة ،بعدها سألهُ واذا سرت بين ابنائها ❓فكانت أجابتهُ أنهم أهلي وأحبتي واصدقائي وأنا أنتمي لهم ومألي لهم لكن أشعر أنهم ضحية مؤامرة كبيرة بسبب هذا التشوه العمراني للبيوت والمناطق وهذه البيئة المتشابهه ويقصد هنا طبيعة التخطيط لهذه المدينة اذ يصفها بيئه موغلة بمحاربة المتعه ، وذالك لصغر مساحات البيوت ولكثرة الاعداد الذين يسكنون البيت الواحد ،بعدها أكمل حديثهُ عن أبن الثورة فهو يمارس مهمة واحدة هي الدفاع عن أنفاسه سواء باتجاه البيئه او الشرور الموجودة فيها والتي هي تبعات للمكان وإلا ما المتوقع من مكان مكتض بطريقة لا تجدها في كل بقاع الارض في الوقت ان العراق بلد مفتوح وكبير ، وهذا يذكرني بمقولة الفيلسوف دوستو فيسكي “أنا لا أعيش يومي أنا أنجو منهُ فقط” وأكمل
قائلاً هذا أن دل على شيء يدل على عجز المسوول الذي لا يستطيع الاجابه على هذه الاسئله والذي يعطيني الحق بأن أتهم من أسس لها وكانت مؤامرة بحيث أصبح الهم الاول لابن الثورة ما ان يتمكن مادياً هو مغادرة المدينة ويرتحل الى مكان يعتقدهُ أفضل هذا الارتحال والهجرة المسوول العراقي لم يتوقف عندها ❓ولم يسأل نفسهُ لماذا المغادرة ❓
الاجابه وبكل بساطه هو ان مساحة البيوت هي لاتزيد عن 144م وبعد سقوط النظام انشطرت الى بيتين حالياً ولك أن تتخيل حياة تدور في مساحة لا تزيد عن 74م وهذا تشويه للمدينة ناجم عن انفجار سكاني يصاحبهُ أنفجار وجودي بسبب الضنك المكاني وبالتالي الانسان يصبح صاحب شرور وان غابت النية وهذا ياتي بسبب بئس المكان ، نستخلص من هذا كله أن أول من يشخص الظواهر التي تعصف بالمجتمع هو الكاتب ،المفكر ،الاديب والمثقف عموماً ، وهنا أقصد أزمة السكن التي هي ظاهرة لم تعالج منذُ ثمانينات القرن الماضي والتي هي ناجمة بسبب سوء الادارة والتي هي بحاجة الى خبرات لحل المشاكل الناجمةعن سوء التخطيط وغياب الارادة السياسية والهروب من مواجهة الازمة احياناً وهذه المشكلة باتت تؤرق المجتمع .
أغلب اللذين مسكوا زمام الامور في السلطة بعد عام 2003 لم ينجحوا بحل الازمة ،الا أن فكرة المدن الجديدة او الموازية التي طرحها وزير الاعمار والاسكان بنگين ريكاني سنة2019 تقريباً
كانت بمثابة خارطة طريق ليومنا هذا واستطاع ان يحرك المياه الراكدة كونهُ يبدي أهتماماً بادق تفاصيل العمل في وزارته المكونه من (الاسكان ، والبلديات ) وبالرغم من ضخامة التشكيلات وأزدحام الملفاة وتشابك المشاريع في جميع المحافظات فهو كان أهلاً لها وذالك لخلفيتهُ السياسية بكل عمقها وتاثيرها فهو أفضل من نجح في ملف السكن من خلال برنامجهُ الحكومي
اذ يعتبر أضافة كبيرة ومهمة لحكومة السوداني،
حيث يرتكز برنامجهُ على بناء مدن جديدة وليست مجمعات سكنية بواقع 15 مدينة جديدة لاستيعاب الطلب الهائل والمتزايد على الوحدات السكنية ، وهنا أتذكر حادثة جمعتني بالسيد عمر
الراوي عندما حل ضيفاً على الوزارة وهو المخطط لعمران لمدينة ڤينا عاصمة النمسا حتى عام 2025 حينها سالت الراوي عن فكرة المدن الجديدة او الموازية للمدن الموجودة حالياً التي وضع أسسها ريكاني فأجابني عمر الراوي قائلاً ؟
أهم شي تجد الانسان ماسكاً للهم وأن هذا لايعني أنك مهموم ولكن الهم أنك تعتني وتهتم
بهموم الناس وتحاول ان تجد لهم الحلول في مجال السكن اللائق والقضاء على هذه المشكلة
خاصة بعد تزايد النمو السكاني الكبير ، وبهذا فقد أثنى على فكرة المدن الجديدة التي هي اعمار اراضي تستوعب الانفجار السكاني وفي ذات الوقت سحب الضغط من وسط المدينة لاعادة تهيئتها وازالة العشوائيات التي هي تخريب وتشويه لمنظر المدينة الحضاري وبالتالي فان فكرة المدن الجديدة هي عصفورين بحجر واحد
فهي توفر السكن أولاً وبذات الوقت محاولة لأعادة الاعمار والتصحيح وبهذا فأن القائد الحقيقي هو الذي ياتي بالمقترح و الحل .